المقدمة

لطالما شدتنا قصص الرعب...أثارتنا و حركت كل المخاوف التي تختبأ خلف ابتساماتنا اليومية و المعهودة... ربما لأن أيامنا في العادة تكون شبه أو لنقل خالية من مواقف مثيرة و مرعبة... حسنا سأخبركم ببعض القصص التي تخطف الأنفاس.. ستوقظ كل هواجسكم الخامدة بفعل الرتابة الفارغة.. سأجعلكم تذكرون اسمي أحمد رامي و ربما ستبحثون عني لتسألوني  بشوق كبير ... هل هي قصص حقيقية ؟؟؟؟؟؟؟؟

القصة الأولى .. القدر

 القصة الأولى بدأت خيوطها في فصل الربيع حيث كان الجو جميلا يعبق برائحة الورود.. وقد كان حسين وهند ككل يوم أحد يجلسان في حديقة الفتح يستمتعان بالمنظر الذي يحيط بهما... و يشربان قنينتي كولا بقناعة و سعادة... حسين مهندس كهربائي استلم وظيفته قبل سنة واحدة  فقط فهو لم يتجاوز سن 25 بعد أما هند فهي لا زالت تدرس بالجامعة و لديها حلم ان تصبح محامية يوما ما.. و ايضا ان تتزوج بحسين .. الذي حاز على قلبها...وبكل رومانسية نظرت اليه .. تتأمله وهو ينظر الى ساعة يده ثم اليها .. فابتسم بطريقة لطالما حبست أنفاسها
- عزيزتي .. أظنني يجب أن أوصلك الآن الى منزلك
 ردت عليه ببساطة :
- حسنا 
ثم قاما من مكانهما.. واتجها الى حيث سيارات التاكسي الحمراء
- حالما تصلين.. اتصلي بي كي أطمئن عليك
وطبعا لم يكن في حاجة لقول ذلك فنفس الموقف يتكرر كل ليلة أحد حتى بدأت أشعر بالملل... لكن اطمئنوا فهذا اليوم مختلف عن سابقيه تماما..وقد تختلف أيامكم أيضا.. ولسبب قد لا يخطر على تفكيركم... فقد علمتني الحياة أن ماهو مستحيل ليس بمستحيل..ولا تجادلوني الآن!!؟
لنعد الى قصتنا... كانت هناك امرأة تقف أمامهم .. تحاول بدورها ايقاف سيارة أجرة.. وقد حالفها الحظ فعلا !!!!  لكن شيئا ما حدث .. قد يبدو لكم عاديا جدا لكنه بالنسبة لي بدا غريبا للغاية و ستعرفون فيما بعد لماذا.. فقد وقعت منها محفظتها دون أن تشعر بها .. لكن حسين لاحظ الأمر فنبه المرأة التي  سارعت الى أخذها وهي تشكره بعبارت امتنان لا متناهية .. و للغرابة حالما أمسكت بحقيبتها رن هاتفها النقال الموجود بداخلها ..وبعد حديث قصير مع المتصل... ابتسمت الى حسين و هند وهي تقول بنبرة صوت محببة :
- الأخبار تصل في الدقائق الاخيرة.. كنت سأذهب لزيارة شقيقتي لكنها اتصلت بي الآن .. و أضافت 
- اتضح أنها ليست في شقتها..أستودعكم الله 
وعادت أدراجها من حيث أتت
وماحدث بعد ذلك بامكانكم استنتاجه ... استقلت هند سيارة الأجرة وهي تودع خطيبها بابتسامة عريضة رسمتها على شفتيها.. كأي فتاة حالمة

أرجو منكم أن تتمسكوا بأحزمة الأمان جيدا فالقصة قد بدأت الآن فقط!!؟

كان صوت المذياع يتردد ليبعث شعورا بالراحة لدى هند..و لينقلها الى عوالم أخرى.. فأغنية حبيتك بالصيف التي تسمعها الآن هي أغنيتهما المفضلة..لقد شهدت على ذكرياتهما الجميلة ... الذكريات التي ستبقى دوما  مهما مرت السنون.. ابتسمت وهي تفكر لماذا البعض يعتبر أن الزواج هو مقبرة للحب
بالنسبة لها هو البداية .. رباط سيجمعهما للأبد
وانطلق صوتها الرقيق الناعم يردد مع فيروز
حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي...ثم انطلق صوت آخر ..لم يكن لفيروز أو لها بل كان للمحرك..انتبهت من شرودها و هي تقول موجهة حديثها للسائق الذي بدى
عليه القلق :
- أظن أن المحرك يعاني من تلف ما
  ثم أضافت بمرحها المعهود :
- أرغب في الوصول للبيت.. لست مستعدة لأي حادث ههههه
 لكن الصوت زادت حدته و اختفت ابتسامتها قليلا وهي تنظر للسائق الذي كان يحاول ايقاف السيارة
- لا أعلم مابال هذه الخردة لا ترغب في الوقوف .. المكابح لا تعمل !؟ 
لكنه لم يلقى ردا على كلامه
كانت سرعة السيارة تزداد و تزداد وصوت المذياع لازال يتردد.. وهند تلك الفتاة الطيبة و المسكينة ان صح التعبير ظلت تراقب محاولاته المستمية وقد أصبح لونها مائلا للاصفرار ... خاليا من أي لون اخر.. تدعو الله بصوت متقطع هجرته كل معاني الحياة  
 ثم صرخت فجأة بأعلى صوتها :
- توقفي....... !!؟؟
هل كانت تقصد بكلامها السيارة ام الاغنية ؟... صدقا لا أعلم.. ولا ارغب حتى في مشاهدة ما حصل بعد ذلك.. فقد كان موقفا مروعا للغاية.. لقد توقفت بالفعل لكن بعد اصطدام قوي مع شاحنة اصدرت دويا و انفجارا هائلا..كانت محملة بالبنزين!!؟
أنا متأكد أنكم الآن تفكرون لا محالة بأن الفتاة بموتها قد انتهت خيوط قصتنا...للأسف سأخيب ظنكم أعزائي...فكما قلت سابقا القصة لم تبدأ الا الآن...لكني ولدافع خفي لن أخبركم  بما حدث ..ربما في فرصة قادمة..أما في هذه اللحظات..فسأترككم قليلا لفضولكم..قد يقتلكم ..وقد يترككم في حالة واحدة فقط اذا استطعتم نسيانها..ومن الصعب ذلك...فكل ماهو غامض في هذه الحياة سيظل جاثما على صدرنا , مطالبا في ثورة و جنون بفك الحصار عن كل الرموز...وحل جميع الشفرات خاصة وان ارتشفت قليلا من ذلك السائل عديم اللون..خليط الرغبة و الفضول الذي أعتبره أنا شخصيا سما قاتلا ان لم نستطع التخلص منه


 تمت
 


 أرحب بأفكاركم كيفما كانت , سواء اقتراحات أو نقد .. أي شيء  
 فلازلت أتعلم و أحب أن أعرف كل الآراء ^^